محاصيل العنب والبنّ والكاكاو في وضع صعب.. هل سنفقد هذه المحاصيل؟ -- Nov 10 , 2025 18
أظهر بحث علمي حديث أن التقنيات المتقدمة للتدخل المناخي، بما فيها الأكثر انتشارًا اليوم، لا تضمن بقاء محاصيل العنب والبنّ والكاكاو على الوتيرة التي اعتادتها الاقتصادات العالمية وملايين المزارعين. فارتفاع درجات الحرارة وتكرار موجات الجفاف واختلال مواعيد الهطول يجعل التنبؤ بحجم الإنتاج أكثر صعوبة، ويرفع احتمالات فقدان محاصيل ظلّت ركيزة أساسية لمناطق واسعة عبر قرون.
وركّزت الدراسة على تقنية الحقن الهوائي في طبقة الستراتوسفير، التي تقوم على رش جسيمات دقيقة في الغلاف الجوي العلوي لعكس جزء من أشعة الشمس وخفض حرارة السطح بدرجة محدودة. وأجرى الباحثون محاكاة تغطي الفترة بين 2036 و2045 لعدد من النطاقات الجغرافية، من الغابات الاستوائية في أميركا اللاتينية إلى كروم العنب في فرنسا، مع احتساب تغيّرات الحرارة ورطوبة الهواء وكميات الأمطار ومخاطر أمراض النبات.
النتائج بيّنت أن التبريد الجزئي الناتج عن التدخل لا يكفي لتثبيت المناخ الزراعي أو ضمان استقرار المحاصيل الحسّاسة للمناخ. فرغم تسجيل تحسّن ملموس في ست مناطق فقط ضمن السيناريوهات المفحوصة، فإن ذلك لا يرقى لتأمين استقرار غذائي واسع ولا لتخفيف المخاطر المتمددة على سلاسل الإمداد.
ويحذّر معدّو الدراسة من أن الطبيعة عصيّة على التنبؤ، وأن جهود "تنظيم المناخ" قد تفشل في ملاقاة التعقيد المتزايد لتغيّر الطقس والأمراض النباتية. ويؤكدون أن مستقبل القهوة والنبيذ والشوكولاتة لن يُصان بتقنيات التبريد الاصطناعي وحدها، بل عبر تغيير منهجي في أساليب الزراعة وأنماط الاستهلاك لمواءمة الواقع المناخي الجديد.
وتخلص الدراسة إلى أن الاعتماد على حلول تقنية منفردة لا يوفّر مظلة أمان كافية للمزارعين والاقتصادات المحلية المرتبطة بهذه المحاصيل، داعيةً إلى مقاربات أوسع تشمل تحسين إدارة المياه، واختيار أصناف أكثر تحمّلًا، وتكييف الممارسات الزراعية مع التقلبات المتزايدة. وقد نُشرت النتائج في مجلة Environmental Research Letters الأميركية. (روسيا اليوم)